في المحكمة المركزية في حيفا اختتمت قضية قتل أُدين فيها صابر همّام، البالغ من العمر 32 عامًا من مدينة طمرة، بارتكاب جريمة قتل في ظروف مسؤولية مخفّفة وعرقلة سير العدالة، وذلك بعد أن اعترف وأُدين وفق لائحة اتهام معدَّلة قُدمت ضده.
وبحسب لائحة الاتهام، ففي 6 يوليو 2024، بات المرحوم سمير أبو سليمان، وهو رجل دين مسلم شارك في نشاطات “الدعوة”، في مسجد “الدعوة” في حي الحمراء في طمرة. وبعد صلاة الفجر وتناول وجبة الإفطار مع رجال الدين، نام المرحوم (50 عامًا) على أريكة في قاعة الصلاة.
وجاء أنه عند الساعة 09:08 دخل المتهم إلى المسجد، وتوجّه إلى قاعة الصلاة، وانهال على رأس المرحوم بقوة باستخدام عصا خشبية تُستعمل للدراسة والصلاة، ما أدى إلى مقتله في المكان.
وبعد ذلك مباشرة، نزل همّام إلى غرفة الكاميرات في المسجد، حطم باب الغرفة، وأخذ جهاز الـDVR، وغادر المسجد ومعه الجهاز وهاتف المرحوم، ثم تخلّص من الهاتف. وبعدها أوقف سيارة وأمر سائقها بنقله إلى أم الفحم.
وخلال الرحلة، قام المتهم بخلع قميصه ورماه وارتدى قميصًا آخر وجده داخل السيارة. وفي الساعة 16:30 من اليوم ذاته سلّم نفسه للشرطة.
وجاء في تقرير الطب النفسي الذي قُدم بشأن المتهم أنه كان في حالة ذهانية أثناء وقوع الحادثة، على خلفية استخدام مواد نفسية التأثير، لكنه لا يعاني من مرض نفسي وهو لائق للمثول أمام المحكمة.
الادعاء بأن المتهم كان في حالة ذهانية وقت تنفيذ القتل أدى إلى صفقة ادعاء تم بموجبها تحويل التهمة من قتل إلى قتل في ظروف مسؤولية مخفّفة.
خلال المرافعات المتعلقة بالعقوبة، طلبت النيابة فرض عقوبة سجن تتراوح بين 19 و21 عامًا، مؤكدة أن الاعتداء كان قاسيًا وبدون دافع، وأن الضحية كان عشوائيًا ولم تكن هناك معرفة مسبقة بين الطرفين، كما أشارت إلى عرقلة المتهم مجريات التحقيق بعد الحادثة.
كما أشارت النيابة إلى أن الجريمة المروّعة نُفذت داخل مسجد، إضافة إلى أن للمتهم سجلًا جنائيًا مليئًا بمخالفات تتعلق بالسلاح والاعتداءات والتهديدات، وقد سبق له أن قضى فترات سجن.
من جهته، قال محامي الدفاع يوسف سليمان إن همّام كان في حالة ذهانية لحظية، مؤكدًا أيضًا أنه لم يكن لديه دافع لقتل المرحوم. كما ذكر أن المتهم اعترف وأبدى الندم على أفعاله ووفر وقتًا قضائيًا، بالإضافة إلى نشأته في ظروف حياتية صعبة دون تلقي علاج مناسب.
المتهم نفسه قال خلال مرافعات العقوبة:
“أولًا، أنا حقًا نادم على ما فعلته. هذا ليس بيدي، ليت الأمر كان بيدي. أنا في حياتي لن أفكر بقتل إنسان، ولن أفكر بمثل هذا الشيء أبدًا. أنا فعلًا نادم على ما فعلت، لكنه ليس بيدي، وأنا فعلًا آسف…”.
وقضى القضاة عران كوتون، عيديت وينبرغر، وزيف أريئلي بسجن المتهم لمدة 15 عامًا فعليًا، بالإضافة إلى 18 شهرًا سجنًا مع وقف التنفيذ. كما ألزموه بدفع تعويض بقيمة 258 ألف شيكل لأرملة المرحوم.





