بعد نحو ست سنوات على مقتل نسيم السعيد في بلدة حورة، أدانت المحكمة المركزية في بئر السبع أحد المتورطين بجريمة القتل (23 أكتوبر)، فيما بُرّئ اثنان من المتهمين الآخرين من التهم الرئيسية.
في عام 2019، قدّمت النيابة العامة لوائح اتهام منفصلة ضد أربعة أشخاص:
- محمد عصاوي (25 عامًا) من حورة،
- إبراهيم شاهين (38 عامًا) من اللد،
- منير العيساوي (35 عامًا) من اللد،
- يونس العيساوي (28 عامًا) من الرملة.
لاحقًا، تم توحيد الملفات ضد ثلاثة منهم، بينما حوكم محمد عصاوي منفصلًا بسبب أدلة تضمنت تسجيلات لمخبرين سريين داخل السجن.
اتهمت النيابة محمد، إبراهيم، ومنير بالقتل، فيما اتُّهم يونس بالمساعدة في القتل.
وفق لائحة الاتهام، نشب خلاف سابق بين الضحية السعيد ومحمد عصاوي، بعد أن طعنه الضحية بسكين عام 2015 وأصابه في وجهه. قرر محمد الانتقام وقتله. وفي يونيو 2019، التقى محمد مع أقاربه إبراهيم ومنير، وخططوا معًا للجريمة.
في مساء يوم الحادث، تعقّب إبراهيم ومحمد الضحية، وأطلق محمد عليه النار ثلاث مرات فأرداه قتيلًا، ثم فرّ مع شركائه الذين ساعدوه على إحراق السيارة المستخدمة في الجريمة.
تم الكشف عن تفاصيل الجريمة من خلال اعترافات محمد عصاوي لمخبر سري في السجن، حيث تحدث عن دافعه للانتقام بسبب الجرح في وجهه الذي “دمّر حياته”، وفق قوله.
محمد عصاوي، الذي تم اعتقاله من قبل وحدة التحقيقات المركزية في النقب، تم تجريمه جزئيًا من خلال حديثه مع اثنين من المخبرين السريين.
أحدهما روى لاحقًا ما قاله له محمد عن غضبه من القتيل الذي كان قد جرح وجهه قبل عدة سنوات عندما كانا مراهقين، وترك في وجهه ندبة دائمة:
المخبر: الشخص الذي بينك وبينه خلاف، من أي عائلة هو؟
محمد: من عائلة أبو شلدوم… قبل ثلاث سنوات تعرضت للضرب… أنا معتقل بسبب الشخص الذي ضربني، مشتبه في…
المخبر: آه، هو الذي قُتل؟
محمد: نعم، وأنا مشتبه في قتله… بعد ثلاثة أشهر خرجت من صالون الحلاقة، كنت واقفًا هكذا، فجاء من الجانب وضربني بالسكين، طعنني وهرب إليهم.
المخبر: من؟
محمد: الذي مات، هو من جرحني في وجهي… هل تعرف ما معنى أن يُضرب الإنسان بسكين في وجهه؟ هذا الشيء لا يعرفه إلا الشرطة أو من عاشه أو العميل السري أو الشاهد الملك… لقد دمّرت حياتي يا زلمة… لماذا تأتي وتطعنني في وجهي؟ الحمد لله على كل شيء، سيكون خيرًا إن شاء الله…
المخبر: كم من الوقت مرّ منذ تلك الطعنة؟
محمد: ثلاث سنوات.
المخبر: الدين يحرّم القتل.
محمد: إلا إذا كنت على حق… يعني، كيف أقول لك، هو قتلني وأنا ما زلت حيًّا.
لاحقًا سأله المخبر: هل كنت تفكر بمن طعنك طوال هذه السنوات الثلاث؟
فأجاب محمد:
“ثلاث سنوات، ليلًا ونهارًا، نهارًا وليلًا… أقسم بالقرآن، لقد أخذ روحي… كفى، لقد قررت أن أنهي الأمر… وأنا مرتاح الآن…
“هل تعرف أنه جعل حياتي كابوسًا؟ ما الذي تريده مني؟ لماذا تشوّه وجهي؟ من أنت يا زلمة؟
“لقد لعنت أمك، نعم، لعنت أمك.”
استندت النيابة في أدلتها إلى أقوال عصاوي المسجلة وإلى تسجيلات كاميرات المراقبة التي أظهرت السيارة المستخدمة في الجريمة.

وقال: “لا يأتون إلى موقع جريمة قتل وهم ينتعلون شبشب ويحملون هاتفًا”.
في المحصلة:
- محمد عصاوي أدين سابقًا بالقتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد وغرامة 258 ألف شيكل لعائلة الضحية.
- إبراهيم شاهين أُدين الآن بالقتل أيضًا.
- منير ويونس العسوي بُرّئا من تهم القتل والمساعدة في القتل، إذ لم تُثبت النيابة تورطهما المباشر.
دافعت هيئة الدفاع بأن موكليها جاءا إلى حورة فقط لسرقة نحو 50 كغم من القنب الهندي (الحشيش)، دون علمهما بمخطط القتل. وأشارت إلى أن منير حضر إلى المكان مرتديًا نعالًا (شباشب) وبرفقة هاتفه وسيارته الخاصة المزودة بجهاز تتبع، “وهكذا لا يُرتكب قتل مخطط له”، حسب الدفاع.
في النهاية، برّأت المحكمة منير ويونس من تهم القتل لعدم كفاية الأدلة، لكنها أدانتهما فقط بالتخطيط لحيازة مخدرات.
وقال المحامي أوري بن ناتان بعد الحكم:
“منذ بداية المحاكمة أكد موكلانا أنهما جاءا للمكان فقط بغرض سرقة مخدرات، ولم يعرفا عن نية القتل. بعد ست سنوات من المحاكمة، تم تبرئتهما أخيرًا”.





