في عام 2022، وفي خضم جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وإسرائيل على حد سواء، شهد القطاع التجاري هزة عنيفة أدت إلى انهيار العديد من الشركات بسبب ضائقتها الاقتصادية. هذا الانهيار تسبب في تأثير الدومينو الذي ما زالت تبعاته مستمرة حتى اليوم.
ومع موجة غلاء الأسعار في إسرائيل، وارتفاع معدلات الفائدة، وارتفاع تكاليف المعيشة، أصبح من الواضح أن الأسر تشتري فقط ما هو ضروري للعيش، فيما يواجه القطاع التجاري حالة من الركود وانعدام اليقين تجاه المستقبل.
زاد الأمر سوءاً قيام الجهاز المصرفي بتقليص كبير في حجم الائتمان الممنوح للشركات، ورفع نسب الفائدة، وفرض المزيد من الضمانات، ما وضع الكثير من المصالح في خطر وجودي حقيقي، وأدخلها في اختناق مالي وتدفق نقدي سلبي.
كثير من أصحاب المصالح لجؤوا إلى شركات تمويل خارج النظام المصرفي، التي انتشرت بسرعة، إلا أن هذه الشركات تمنح قروضاً بفوائد مرتفعة جداً، لدرجة أن أصحاب الأعمال اكتشفوا لاحقاً أن هذه الفوائد نفسها تؤدي إلى انهيارهم. وفي ظل الركود، يرتكب التجار أخطاء إضافية، مثل بيع بضائع دون فحص جدية العملاء أو قدرتهم على السداد، وحين ترتد شيكات لعميل كبير، يتوقف التدفق النقدي وتحدث الانهيارات غير القابلة للتعافي.
ورغم هذه الظروف، هناك شركات نجت من الأزمة بفضل اليقظة والتحرك الاستباقي، حيث اتخذت خطوات عملية مكّنتها من الاستمرار.
نصائح عملية لأصحاب الأعمال في أوقات الأزمات
-
تجنّب القروض خارج الجهاز المصرفي إلا كخيار أخير – فهي بمثابة “مصيدة عسل”.
-
لا تمنح ائتماناً لعملاء ذوي مخاطر عالية – يمكن التحقق من ذلك عبر شركات مثل Dun & Bradstreet أو BDI.
-
إلزام كل عميل يشتري بالائتمان بالتوقيع على كفالة شخصية أو سند دين.
-
إذا كان صاحب العمل يضطر إلى ضخ أموال من ماله الخاص دون تحقيق ربح – يجب إيقاف النشاط فوراً.
-
عند ارتداد شيك، يجب المطالبة الفورية بالسداد وفتح ملف تنفيذ دين دون تأخير، إذ أن كل شهر تأخير يقلل فرص التحصيل بنسبة كبيرة.
-
تعيين موظف مختص بالتحصيل تكون مهمته اليومية الاتصال بالعملاء ومتابعة الدفعات.
-
الشركات التي توظف عدداً كبيراً من العمال يجب أن تفحص إنتاجية كل موظف وتقليص القوى العاملة إذا لزم الأمر.
-
لا تنجر وراء المنافسين الذين يخفضون الأسعار بسبب الضغوط، بل يجب البيع بسعر مربح فقط.
-
في حال عدم دفع العميل أو ارتداد شيك – وقف التوريد فوراً حتى تسوية الدين.
-
مراجعة الأرباح بشكل شهري/ربع سنوي/سنوي، وفي حال وجود انخفاض، يجب التصرف دون تأخير لمعالجة السبب.
-
تحويل ملفات الديون المعقدة (مثل الشيكات المرتجعة أو العملاء المتخلفين عن الدفع) فوراً إلى محامٍ متخصص في تحصيل الديون، لأن سرعة الاستجابة تزيد من نسب النجاح في التحصيل.
خلاصة
المقال يوضح أن الأزمات الاقتصادية، مثل جائحة كورونا أو موجات الغلاء والفائدة، تمثل اختباراً حقيقياً للشركات. ورغم المخاطر الكبيرة، يمكن للأعمال أن تبقى وتزدهر إذا التزمت بخطوات عملية مدروسة في إدارة الائتمان، مراقبة المخاطر، التحصيل السريع، وضبط النفقات.